تخطي للذهاب إلى المحتوى

التضامن في الأزمات، والسلم الأهلي

22 أبريل 2025 بواسطة
Raaed Hamad

التضامن الاجتماعي هو التعاون والتكاتف بين أفراد المجتمع لمواجهة التحديات وحماية الفئات الأضعف، وهو عنصر أساسي لاستقرار أي مجتمع. أما السلم الأهلي فهو الحالة التي يسود فيها الاستقرار والتفاهم بين مكونات المجتمع، بحيث يتم تجنب النزاعات والانقسامات، مما يعزز الأمن والتماسك الاجتماعي.


العلاقة بين التضامن الاجتماعي والسلم الأهلي وثيقة؛ فالمجتمع المتضامن، حيث يدعم أفراده بعضهم البعض، يكون أكثر قدرة على تحقيق السلم الأهلي، بينما يؤدي غياب التضامن إلى التشرذم والنزاعات. في ظل الأزمات، يصبح التضامن الاجتماعي وسيلة مهمة لتعزيز الاستقرار ومنع تفاقم الانقسامات المجتمعية.


المجتمع المتضامن يتميز بعدة صفات، أبرزها:

1. التكافل والتعاون: حيث يشعر أفراده بالمسؤولية تجاه بعضهم البعض.

2. التسامح والتعايش: بحيث يتقبل الجميع اختلافاتهم ويعملون معاً لمصلحة المجتمع (في الحالة السورية يجب عدم إهمال مبدأ العدالة الانتقالية الذي تحدثت عنه سابقاً).

3. العدالة الاجتماعية: التي تضمن توزيع الفرص والدعم بعدالة بين جميع الأفراد (العدالة هنا يجب تمييزها عن المساواة، وربما تحدثت عنها سابقاً).

4. مساندة الفئات الضعيفة: مثل الأيتام، والنساء، وكبار السن، وذوي الإعاقة، وغيرهم (وقد تحدثت سابقاً عن هذه الصفة، كما سأتوسع به لاحقاً).


التضامن الاجتماعي فريضة في الإسلام:

الإسلام أكد على أهمية التضامن والتكافل، وجعل ذلك جزءًا من مسؤولية كل فرد في المجتمع. فقد قال الله تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" (المائدة: 2). وهذا يدل على أهمية التعاون في الخير وتحقيق العدالة المجتمعية.

كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" (رواه مسلم). وهذا الحديث يشير إلى أن التضامن ليس خيارًا، بل هو ضرورة لسلامة المجتمع كله، تمامًا كما يتأثر الجسد بأكمله عند مرض عضو واحد.


كيف يمكن لمنظمات المجتمع المدني تعزيز التضامن والسلم الأهلي؟

منظمات المجتمع المدني تلعب دورًا أساسيًا في بناء التضامن والسلم الأهلي من خلال:

1. تقديم المساعدات بطريقة عادلة، دون تحيز، لضمان تحقيق العدالة الاجتماعية.

2. إطلاق برامج توعية حول أهمية التعاون والتعايش السلمي بين مختلف مكونات المجتمع.

3. دعم المبادرات المجتمعية التي تعزز الحوار بين الفئات المختلفة وتشجع العمل الجماعي.

4. العمل على إعادة تأهيل المتضررين من النزاعات، سواء عبر الدعم النفسي أو المهني.

5. تشجيع مشاريع التنمية المستدامة التي تعطي الأفراد أدوات للعيش بكرامة بدلًا من الاعتماد الدائم على المساعدات.


في ظل التحديات التي تواجه المجتمع السوري، يبقى التضامن الاجتماعي حجر الأساس لبناء المستقبل. علينا أن نتمسك بقيمنا الأصيلة في دعم بعضنا البعض. فالسلم الأهلي لا يتحقق بالكلمات فقط، بل بالعمل اليومي لتعزيز العدل والمساعدة المتبادلة.


رائد حمد

05-02-2025