تخطي للذهاب إلى المحتوى

المسؤولية المجتمعية | ما هو دورنا تجاه المجتمع؟

22 أبريل 2025 بواسطة
Raaed Hamad

العمل الخيري لا يقتصر فقط على تقديم المساعدات المالية أو الغذائية، بل يتجاوز ذلك ليشمل الالتزام بمسؤولية مجتمعية تهدف إلى تحسين حياة الأفراد وضمان تحقيق التنمية المستدامة.

المسؤولية المجتمعية تعني التزام الأفراد والمؤسسات تجاه المجتمع الذي يعيشون فيه، بهدف تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية للمجتمع بأسره. وهي لا تقتصر على الجانب الخيري فقط، بل تمتد إلى جميع المبادرات التي تسعى إلى تطوير المجتمع بشكل مستدام، سواء كان ذلك من خلال تقديم فرص التعليم، أو دعم المشاريع الصغيرة، أو حتى الحفاظ على البيئة.


الإسلام يحث على العطاء والمساهمة في تحسين حياة الآخرين. المسؤولية المجتمعية متأصلة في التعاليم الإسلامية من خلال مفاهيم مثل الصدقة، الزكاة، والتكافل الاجتماعي. يقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى." هذا الحديث يؤكد على ضرورة العطاء والتضامن بين أفراد المجتمع لمساعدة المحتاجين وتحقيق العدل الاجتماعي.


أطراف المسؤولية المجتمعية تشمل:

1. الأفراد: كل فرد في المجتمع له دور في تحسين حياة من حوله، سواء من خلال التطوع، تقديم المساعدات، أو مجرد نشر الوعي.

يمكن للفرد المشاركة في حملات التنظيف، أو دعم الأسر الفقيرة، أو تقديم وقته وجهده للتعليم المجاني للأطفال الفقراء.

2. المؤسسات: سواء كانت منظمات غير حكومية، شركات، أو مدارس والمساجد، كلها تلعب دورًا في تبني مشاريع ومبادرات تساهم في تطوير المجتمع.

فمثلاً يمكن للمدارس أن تلعب دوراً في المسؤولية المجتمعية من خلال تعزيز قيم التعاون والتكافل بين الطلاب، وتنظيم أنشطة تطوعية لخدمة المجتمع المحلي.

كما قد تقدم بعض الشركات جزءًا من أرباحها لدعم المشاريع المجتمعية مثل تمويل برامج التدريب المهني للشباب العاطلين عن العمل أو رعاية الأنشطة التي تستهدف الأطفال.

3. الحكومة: تتحمل الحكومات مسؤولية وضع السياسات والتشريعات التي تساهم في تعزيز المسؤولية المجتمعية وتوفير بيئة داعمة للتنمية المستدامة.

كيف ننمي المسؤولية المجتمعية؟

1. التوعية: نشر الوعي حول أهمية المسؤولية المجتمعية من خلال وسائل الإعلام، المدارس، والمساجد. كلما زاد وعي الأفراد بأهمية المشاركة في تنمية المجتمع، زاد التزامهم تجاه المسؤولية المجتمعية.

2. التعليم والتدريب: يجب أن تكون المسؤولية المجتمعية جزءًا من المناهج الدراسية، حيث يمكن تعليم الأطفال والشباب أهمية المشاركة في بناء مجتمعهم.

3. تشجيع العمل التطوعي: يجب على المؤسسات والحكومة تشجيع العمل التطوعي، وتوفير الفرص للأفراد والمؤسسات للمشاركة في مشاريع تنموية.


من خلال المسؤولية المجتمعية سكون الجميع رابحاً، وأولى الثمار هي تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال مساعدة الفئات المحرومة، حيث يمكن تحقيق توازن اجتماعي وتقليل الفجوات بين الطبقات المختلفة في المجتمع. بالإضافة لتعزيز روح التكافل والتعاون التي تبني جسوراً قوية بين أفراد المجتمع، مما يخلق مجتمعًا أكثر تماسكًا وتعاونًا.

كما ستساعد في تحسين الظروف المعيشية للمحتاجين من خلال توفير الفرص لهم للوصول إلى التعليم والصحة والخدمات الأساسية.


المسؤولية المجتمعية ليست مجرد مفهوم نظري، بل هي جزء من واجبنا الأخلاقي والديني تجاه المجتمع. من خلال تطبيقها، يمكن أن نحقق تنمية مستدامة تساعد في تحسين حياة الأفراد والمجتمعات بشكل شامل. الجميع، سواء كانوا أفراداً أو مؤسسات، لهم دور في تحقيق هذا الهدف النبيل، وكل مساهمة، مهما كانت صغيرة، تساهم في إحداث تغيير إيجابي في المجتمع.


رائد حمد

23-01-2025