تخطي للذهاب إلى المحتوى

حماية الطفل في العمل الخيري | كيف نضمن الأمان للأجيال القادمة؟

22 أبريل 2025 بواسطة
Raaed Hamad

في ظل الأزمات والحروب، يصبح الأطفال من أكثر الفئات تعرضاً للخطر. حماية الطفل هي إحدى الركائز الأساسية في العمل الإنساني، وهي تتطلب توفير بيئات آمنة للأطفال وضمان حصولهم على التعليم والرعاية الصحية.


في سوريا، العمل الخيري التقليدي قد يركز على تقديم المساعدات المادية، لكننا بحاجة إلى أن ندمج معايير حماية الطفل في كل نشاط، لضمان عدم تعرّض الأطفال لأي نوع من الاستغلال أو العنف، ولتخفيف أي آثار سلبية غير مقصودة تؤثر سلبًا على نفسيتهم وتطورهم.

على سبيل المثال، في بعض برامج التوزيع، يجب أن يتم تصميم الأنشطة بحيث تكون آمنة وصديقة للطفل. من ناحية إقامة مناطق آمنة للأطفال تتيح لهم اللعب بأمان أثناء انتظار أسرهم لتلقي المساعدات، مع توفير أخصائيين نفسيين واجتماعيين لضمان عدم تعرض الأطفال لأي ضغوط نفسية أو إجبارهم على انتظار طويل في ظروف غير مريحة.


عندما لا يتم دمج حماية الطفل في الأنشطة الخيرية، قد تكون النتائج كارثية. فالتدخلات غير المحمية قد تعرض الأطفال للعنف أو الاستغلال. على سبيل المثال، بعض الأنشطة التي تتطلب تسجيل البيانات قد تؤدي إلى تسريب معلومات شخصية للأطفال، مما يعرّضهم لخطر الاستغلال أو الاعتداء.

أيضاً، في بعض الحالات، قد يتم توزيع المساعدات دون وجود معايير تضمن سلامة الأطفال، مما يعرضهم للازدحام أو التدافع. هذه البيئات قد تكون خطرة بشكل خاص على الأطفال الأكثر ضعفاً، مثل الأطفال الأيتام أو الذين يعانون من إعاقات.


مع الأسف، ليست جميع الأنشطة الخيرية محايدة أو خالية من الأجندات. بعض المنظمات الإنسانية تسعى أحياناً إلى تمرير رسائل أو مفاهيم غير متوافقة مع الثقافة والقيم العربية والإسلامية، مستغلة الحاجة الإنسانية لنشر أفكار تدميرية.

من الأمثلة على ذلك، بعض الأنشطة التي تروج للمفاهيم الغريبة على المجتمع العربي مثل الترويج للمثلية، الإباحية، أو التحريض على تدمير مفهوم الأسرة التقليدية. تم رصد حالات تعرض فيها الأطفال لبرامج تعليمية أو ترفيهية تُظهر الانفتاح على هذه المفاهيم كأمر طبيعي ومقبول، ما أدى إلى تشويش أفكار الأطفال وتباعدهم عن قيمهم الأسرية والدينية.

مثل هذه البرامج تترك أثراً سلبياً على الأطفال، حيث تؤدي إلى اضطراب في الهوية والقيم الأخلاقية. الأطفال الذين يتعرضون لهذه المفاهيم قد يواجهون صراعًا بين ما يتعلمونه في منازلهم وبين ما يتم تقديمه لهم من خلال هذه الأنشطة، ما يضعف التماسك الاجتماعي ويؤدي إلى زيادة الفجوة بين الأجيال.


لمواجهة هذه الأجندات السلبية، يجب على الجمعيات والمنظمات الخيرية أن تتوخى الحذر عند التعامل مع البرامج الأجنبية أو الدعم المالي المشروط. يجب أن تكون هناك معايير واضحة تضمن أن تكون الأنشطة الموجهة للأطفال متوافقة مع القيم المحلية والدينية. كما ينبغي زيادة الوعي لدى الأسر حول أهمية مراقبة الأنشطة التي يشارك فيها أطفالهم لضمان أن يكونوا محميين من أي تأثيرات سلبية.


ختامًا، دمج حماية الطفل في الأنشطة الخيرية ليس فقط ضرورة لتقديم دعم فعّال، ولكنه أيضًا وسيلة لحماية المجتمع من أي محاولات لتدمير قيمه وثقافته. من الضروري أن نكون يقظين دائمًا لحماية أطفالنا من أي أجندات سلبية تؤثر على مستقبلهم وهويتهم.


رائد حمد

16-01-2025